الأحد، 1 مارس 2015

فيلم "كلوز-أب" أو "عن قرب"



فيلم "كلوز-أب" أو "عن قرب" للمخرج الإيراني القدير عباس كياروستمي من الأفلام القليلة التي تتحدث عن السينما والتي أعجبتني بحق ولامستني بشكل عميق وملهم.
هو فيلم وثائقي يتحدث عن رجل فقير اسمه حسين سابزيان مولع بالسينما وعلى وجه خاص أفلام المخرج الشهير محسن ماخمالباف. كان في الباص يوماً يتصفح سيناريو "راكب الدراجة الهوائية" والذي كتبه ماخمالباف لأجل فيلمه، وجلست بجانبه امرأة سألته عن الكتاب لأنها شاهدت الفيلم هي وابنيها وأعجبهم كثيراً. فقال لها بإمكانك أخذه فقد كتبته أنا، وبدافع الفضول والاستغراب، قالت المرأة هل أنت السيد ماخمالباف؟ فيكذب عليها ويقول نعم.
ومن هنا تبدأ علاقته المزيفة بهذه العائلة الميسورة الحال حيث يزورهم في منزلهم ويدعي أن المنزل مناسب لتصوير فيلمه القادم ويكون علاقة صداقة مع الأبناء الشباب حيث يقنعهم أنهم سيكونون أبطال فيلمه القادم. بعد حوالي أسبوع تكتشف العائلة أنه خدعهم، وتستدعي صحفي يعمل لصحيفة سورش الإيرانية والشرطة التي تعتقله وتودعه السجن لينتظر محاكمته.
يقرأ كياروستمي قصة هذا الرجل عبر صحيفة سورش، ويقرر فوراً وقف عمله الحالي والبدء في تصوير فيلم عنه، فيذهب لزيارة سابزيان في السجن ويسأله عما يستطيع فعله لأجله فيقول: "بإمكانك تصوير فيلم عن معاناتي"، ثم في نهاية اللقاء يوصيه سابزيان بإيصال الرسالة التالية إلى ماخمالباف: "فيلم راكب الدراجة الهوائية جزء مني".
يذهب كياروستمي إلى المحكمة ليطلب إذناً بتصوير جلسة المحاكمة وبتقديم الموعد، فيحصل على ما يريد، ونشهد جلسة المحاكمة الفريدة من نوعها والتي تعرفنا على شخصية سابزيان المهتم بالآداب والفنون والسينما والذي يقتبس في إحدى مشاهد المحكمة من ليو تولستوي دفاعاً عن نفسه! حتى أن كياروستمي نفسه يتدخل أثناء المحاكمة ليسأل سابزيان عن دوافعه ونواياه وحبه للسينما.


المثير والغير اعتيادي في هذا الفيلم الوثائقي هو الدمج بين المشاهد الحقيقية (غير التمثيلية) مثل المحاكمة والمشهد الأخير في الفيلم حين يلتقي سابزيان بماخمالباف - وهو مشهد جليل وعظيم - وإعادة تمثيل المشاهد التي حدثت قبل ذلك من قبل نفس الأشخاص - فمشهد لقاء سابزيان بالسيدة من عائلة آهانخاه في الباص على سبيل المثال هو مشهد تمثيلي. كل الأصالة والإبداع يكمن في هذا الكسر بين التوثيق والتمثيل والذي أدى إلى فيلم مدهش ليس فقط من ناحية الإخراج بل وحتى من ناحية القصة الإنسانية الملهمة التي تغطي مواضيع الهوية والفقر وحب السينما. حلل البعض الفيلم على أنه يرمز إلى أزمة ضياع الهوية الإيرانية والبحث عنها بعد الثورة وإثر الحرب مع العراق، وفي لقاء لاحق مع كياروستمي، لم ينكر أن الفيلم قد يعني ذلك ولكنه ذكر أيضاً أنه لم يكن واعياً بذلك أثناء تصوير الفيلم.

أنهي باقتباس من سابزيان أثناء المحكمة يلخص مدى جمال هذا الفيلم:

"في كل مرة أشعر فيها بالحزن في السجن أتذكر هذه الآية من القرآن "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" ولكني لا أشعر بالسلوى. كلما شعرت بالحزن والقهر أشعر برغبة بالصراخ للعالم حول معاناة روحي وكل العذابات والأحزان التي اختبرتها في حياتي - ولكن لا أحد يريد سماع ذلك. ثم يأتي رجل طيب ويصور كل عذاباتي في أفلامه بحيث أستطيع مشاهدتهم مرة تلو الأخرى، يصور الوجوه الشريرة التي تتلاعب بحياة الآخرين، الأغنياء الذين لا يكترثون لاحتياجات الفقير البسيطة. ولذلك شعرت بالاضطرار للتخفيف عن نفسي عبر قراءة ذلك السيناريو [يقصد سيناريو فيلم "راكب الدراجة الهوائية" لماخمالباف] أقرأه ليطمئن قلبي"




تقييمي 10/10 ، وصلة الفيلم على الـIMDb:
http://www.imdb.com/title/tt0100234/

الأحد، 22 فبراير 2015

روما، المدينة المفتوحة



فيلم "روما، المدينة المفتوحة" للمخرج الإيطالي روبرتو روسيليني من أوائل الأفلام للمدرسة الواقعية الإيطالية الجديدة والذي يحكي قصة المقاومة الإيطالية الشيوعية ضد النازية أثناء الاحتلال الألماني لإيطاليا.
تم تصوير الفيلم بعد أسابيع قليلة من تحرير روما وأتت معظم مشاهده في شوارع روما من غير استخدام استوديوهات تصويرية مجهزة - وذلك بسبب تدميرهم أثناء الحرب - وقد أدى ذلك إلى إبراز الصورة الحقيقية للمدينة والمباني ومشاعر الناس بعد الحرب، كما أن المثير أن روسيليني قام بتصويره كفيلم صامت في البداية ثم قام بدبلجة أصوات الممثلين أثناء عملية المونتاج، وذلك لغرض السرعة في إنتاج الفيلم. يحتوي الطاقم التمثيلي على مجموعة بسيطة محترفة، وأما بقية الممثلين فكلهم غير محترفين - وقد أصبحت هذه الخاصية من أهم خواص المدرسة الواقعية الإيطالية الجديدة بعد هذا الفيلم.
يحكي الفيلم قصة زعيم المقاومة الشيوعية جيورجيو مانفريدي الذي يكتشف الجستابو (الشرطة السرية النازية) مقر إقامته ويقومون بعملية واسعة للبحث عنه، ولكن صديقه فرانشيسكو وخطيبته بينا والقس الكاثوليكي دون بييترو يقومون بمساعدته وإخفاءه - ولكن ذلك لا يستمر طويلاً إذ يتمكن الجستابو من القبض على مانفريدي ودون بييترو، ولن أفسد بقية تفاصيل الفيلم على القارئ الذي قد يرغب بمشاهدته.
رغم أن الفيلم ليس مقتبساً بشكل مباشر عن قصة حقيقية إلا أن الكثير من الأحداث في الفيلم حدثت بالفعل في الواقع، حتى أن من شاهدوا الفيلم حين صدوره عام 1945 ظنوا أنهم يشاهدون تسجيلاً لأحداث حقيقية. تكمن أهميته في كونه تأريخاً مهماً لفترة الاحتلال النازي لايطاليا خصوصاً مع تصويره الواقعي وحسه الوثائقي كما أن مشاهدته مثرية من الناحية السينمائية إذ نرى الإمكانية الواسعة للسينما وهدفها الإنساني الراقي رغم المعدات المحدودة والظروف الصعبة والتحديات العديدة.


تقييمي للفيلم 9\10
وصلة الفيلم على الـ IMDb:
http://www.imdb.com/title/tt0038890/

الأحد، 15 فبراير 2015

المدرعة بوتمكين



بعد الثورة البلشفية في روسيا عام ١٩١٧ بقيادة فلاديمير لينين، كان الإتحاد السوفييتي منشق بين حرب أهلية بين الجيش الأحمر والجيش الأبيض والحرب العالمية الأولى ومجاعات وانهيار اقتصادي. كل ذلك أدى إلى حالة من الفوضى ولذا لجأ القادة البولشفيين إلى طرق مختلفة لجمع الشعب الذي كان أغلبه أمياً ومنقسم إلى عدة لغات مختلفة. من بين أهم الطرق التي اتخذوها هي الأفلام، فهي في النهاية أفلام صامتة ولا تحتاج إلى المعرفة لفهمها (في تلك الفترة طبعاً)، حتى أن لينين قال: "السينما بالنسبة لنا هي أهم نوع من الفنون". ذلك أدى بالطبع إلى إنتاج عدد كبير من أفلام البروباجاندا لعل من أهمها وأبرزها فيلم "المدرعة بوتمكين" والذي بالإضافة إلى اعتباره فيلم بروباجاندا فهو أيضاً من الأفلام الرائدة في المونتاج السينمائي. من أشهر المقاطع في الفيلم هو مقطع "مدرجات أوديسا":
http://youtu.be/laJ_1P-Py2k

مقطع ثوري في الإنتاج السينمائي من نواحي مختلفة. سيرجي آيزنستاين من أهم المخرجين السوفيتيين من المدرسة البنيوية السينمائية والمهتمة بالمونتاج بشكل خاص. مشاهدة الفيلم ضرورة لكل عاشق سينمائي.

الخميس، 29 يناير 2015

مقتطف من فيلم "أنا كوبا" وهواجس أخرى

لستُ متأكدة إن كان صمتي عن المآسي العربية خير أو شر.
أعيش معضلة حقيقية بشأن جدوى الكلمات، علاقة حب وكراهية في آن. ففي أقصى الطرف المحب، يهيأ لي أن الكلمات هي الجوهر والحل والحقيقة، وعلى الطرف الآخر أتخيل أنها مجرد أحرف مبعثرة لا توقف قنبلة أو تنقذ حياة. كلما هممت بكتابة شيء ما، أو وصف هول المجازر، أو شرح حالتي الشعورية الغاضبة والحزينة، أتوقف في المنتصف ليباغتني السؤال ساخراً مني ومن قلمي، وكلما ابتعدت عن القلم أتاني راكضاً ولاهثاً في ذهني يغذيه بتخيلات حالمة عن جدواه وقدرته.
قرأت اليوم تعليقاً لإحداهن، تقول فيما معناه أن دموع الأطفال قد أثقلت الأرض، وجعلتها تحوقل وتتحسب على كل متخاذل وجبان، وأتسائل، هل تكفي فعلاً إعلانات التضامن ونشر صور القتلى؟ ألا نعتبر نحن أيضاً متخاذلون؟

أتذكر اقتباساً أنقله من أحد أجمل الأفلام التي شاهدتها، "أنا كوبا" للمخرج السوفييتي ميكايل كالوتوزوف.



تقول الراوية، والتي تمثل صوت الوطن:

محدثة أحد المستعمرين:
"أنا كوبا
لماذا تفر هارباً؟ ألم تأتِ هنا لأجل المتعة؟
هيا تفضل، واستمتع!
أليست هذه صورة جميلة؟
لا تشح ببصرك عني. انظر!
أنا كوبا
بالنسبة لك، أنا الكازينو والبار والفندق وبيت الدعارة.
لكن أيادي هؤلاء الأطفال المتسولون والشيوخ هي أنا أيضاً."

محدثة فلاح اختار كرامته وموته على عبوديته:
"أنا كوبا
أحياناً تبدو جذوع نخيلي ممتلئة بالدم
أحياناً تبدو الهمهمات من حولي كغصات الدموع المختنقة وتنهدات البكاء
وليست صوت المحيط
من يجيب نداء الدم؟
من المسؤول عن هذه الدموع؟"

محدثة مجموعة من الطلبة الثوار:
"أنا كوبا
هنالك طريقين للبشر عندما يولدون
طريق العبودية والذي سيتداعى وينتهي
وطريق النجوم الذي يضيء ولكنه يحرق.
وأنت ستختار طريق النجوم
سيكون طريقك صعباً، وعلامته الفارقة الدم
ولكن في سبيل العدالة، عندما يذهب رجل واحد، الآلاف سينهضون
وعندما لا يكون هناك بشر آخرون
ساعتها سينهض الحجر."

محدثة فلاح بسيط اختار أخيراً أن يحمل السلاح:
"أنا كوبا
ربما اعتادت يداك على أدوات الفلاحة
ولكنك الآن تحمل بندقية
أنت لا تطلق النار لتقتل
أنت تطلق النار على الماضي
أنت تطلق النار لتحمي المستقبل"

إذاً تتغير الأسماء والأوطان والحكاية واحدة، لم نحن مصرون على تكرار أخطاء التاريخ؟

____

نُشر في الفيسبوك بتاريخ 14 يوليو 2014

السبت، 24 يناير 2015

فيسبوك - "سنسيت بوليفار"



شاهدتُ قبل عدة أسابيع الفيلم الأمريكي "سنسيت بوليفار" للمخرج بيلي وايلدر، وأعتبره من أجمل الأفلام الهوليوودية الكلاسيكية التي شاهدتها.

ينتمي الفيلم إلى جانرا فيلم نوار والذي ازدهر في هوليوود في فترة الأربعينيات والخمسينيات ويتميز بالحبكة الجرائمية عادة ووجود نموذجي الرجل المحقق والمرأة الجذابة والمدمرة (فيم فاتال)، كما لها خواص محددة في الإضاءة والإنتاج والبنية القصصية.

يبدأ الفيلم بصورة تحتية لرجل ميت في حوض سباحة، مصورة من قاع الحوض، ويحكي لنا الراوي/الميت جو غيليس عن الأحداث التي أدت إلى وفاته بهذه الطريقة!
(بالإمكان مشاهدة افتتاحية الفيلم هنا: https://www.youtube.com/watch?v=HduXGYkoc_w )
وبذلك يعود الفيلم إلى الوراء باستعمال تقنية الفلاش باك ونرى جو غيليس قبل ستة أشهر وهو يعمل ككاتب سيناريو مغمور في هوليوود، ومدان ومطارد من قبل دائنيه الذين هددوه بأخذ سيارته. في إحدى سلسلة المطاردات، يدخل غيليس في محاولة للهرب إلى باحة قصر بدا له لأول وهلة أنه غير مأهول، ولكن يستقبله الخادم ماكس والذي ظن أنه شخص آخر كان يتوقعه ويقوم بتقديمه لسيدة المنزل، نورما ديسموند. يتبين لغيليس أن نورما هي إحدى نجمات هوليوود خلال فترة الأفلام الصامتة. حالما تعلم أنه كاتب سيناريو، تقوم نورما بإجباره على قراءة نص كتبته في محاولة منها للعودة للشاشة الذهبية بعد غياب طويل. يرى غيليس أن هذه قد تكون فرصته لكسب المال وحل مشكلة ديونه فيوافق على مراجعة النص، ولكنه يقع تدريجياً في شباك معقدة من حياة النجمة التي خفت نورها وبهت ولكنها لا تزال تؤمن بحتمية عودتها للشاشة والشهرة وكثرة معجبيها.

يقدم لنا الفيلم صورة ساخرة وتهكمية عن الحياة الهوليوودية وأثرها على الممثلين والمخرجين والعاملين بها، إذ أن نورما ديسموند مفتونة بصورتها في السابق، ولا تشاهد إلا أفلامها هي، وقصرها مليء بصورها، وحين تلوح لها فرصة العودة للشاشة - أو تتوهم هي بذلك - تقوم بمجموعة من عمليات التجميل في محاولة يائسة للعودة إلى ما كانت عليه.
لا يصور لنا الفيلم نوستالجيا الفنانة إلى الزمن القديم والصامت فحسب، بل هو أيضاً يقدم لنا ثلة من المبتكرين والمبدعين خلال فترة الأفلام الصامتة - مشكلاً بذلك معاني مزدوجة من ناحية التمثيل والحقيقة. فعلى سبيل المثال، الممثلة التي أدت دور نورما ديسموند، غلوريا سوانسون، كانت حقاً نجمة خلال فترة الأفلام الصامتة، وشكّل هذا الفيلم عودتها للشاشة بعد غياب طويل، كما أنها تسعى في الفيلم إلى أن تعمل مجدداً مع المخرج الذي عملت معه في السابق سيسل ديميل (والذي أدى دوره سيسل ديميل بنفسه)، وهذا أيضاَ كان مخرجاً مهماً في فترة الأفلام الصامتة وأخرج العديد من الأفلام بتمثيل غلوريا سوانسون. كما أن الذي أدى دور الخادم ماكس، إريك فون شتروهايم، كان مخرجاً مهماً في فترة الأفلام الصامتة. في إحدى الجلسات التي تقيمها نورما ديسموند في قصرها مع زملائها وأصدقائها، نرى ظهور قصير للممثل والمخرج الشهير بستر كيتون إلى جانب عدد من الممثلين المشاهير أيضاً خلال فترة الأفلام الصامتة. كل ذلك أضاف إلى أصالة وإبداع الفيلم وجعل من تجربة مشاهدته متعة فائقة، بالإضافة طبعاً إلى الكوميديا الساخرة والتي تفوقت على العديد من الأفلام التي شاهدتها. دراما وكوميديا رائعة وأنصح بها للجميع.

تقييمي للفيلم: 9/10

الأحد، 7 ديسمبر 2014

الاثنين، 1 ديسمبر 2014

فيسبوك - "البيت أسود The House Is Black"


شاهدت قبل عدة أسابيع الفيلم الوثائقي القصير "البيت أسود" من إخراج الشاعرة الإيرانية القديرة فروخ فروخزاد.

قبل أن أبدأ بالحديث عن الفيلم أود التنويه على أنه فيلم صعب، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، لذا هو ليس للجميع. (ألست أقول هذا عن كل الأفلام التي أشاهدها؟ عموماً...)

لم هو صعب؟ لأنه يتحدث عن القبح، يستفتح الفيلم بهذه الكلمات: "هذا العالم لا ينقصه القبح. لو أغمضنا أعيننا عنه، لرأينا منه المزيد." ثم يتبين لنا أنه يتحدث عن مستعمرة لمرض الجذام في إيران، ولا يخفى عليكم بكل تأكيد مدى قسوة هذا المرض على من يصيبه إذ أنه يسبب تقرحات وتشوهات جلدية شديدة، تصل في بعض الحالات إلى الإعاقة والعمى. كما أن تاريخ هذا المرض، وخصوصاً في القارة الأوروبية خلال العصور الوسطى، مرتبط بالسجون والعار.

ولكن يوضح لنا الفيلم من البداية أن هدفه هو محو هذه الصورة النمطية والتخفيف عن المصابين بالجذام. يصوّر لنا الفيلم نمط الحياة التي يعيشها هؤلاء المرضى من دراسة ولعب للأطفال إلى رتابة الحياة اليومية من طعام ونوم وغناء إلى مناسبات خاصة كالزواج وأخيراً محاولات وطرق العلاج، معتمداً في سرده على أكثر من طريقة، قصائد تلقيها الشاعرة فروغ فروخزاد وتلاوة من القرآن والعهد القديم (وجمال القصائد والآيات يشكل تناقض صارخ مع صور الفيلم الصعبة والمربكة) وسرد تثقيفي عن المرض.

أجده تحدياً بالنسبة لي أن أصف لكم ما الذي أعجبني تحديداً في الفيلم، وربما أعرفه تماماً ولكن لا أريد ذكره لدواعي عاطفية، ولكنه بصدق مسّني وأثر بي كثيراً وقدم لي صورة جديدة تماماً علي.

تقييمي له 10/10.

وصلة الفيلم على موقع IMDb:
http://www.imdb.com/title/tt0336693/

وصلة الفيلم على YouTube:
https://www.youtube.com/watch?v=5WL4w5ceO7w

وصلة الفيلم على Vimeo:
http://vimeo.com/11482249

_____________

I watched several weeks ago the short documentary film "The House is Black" directed by the great Iranian poet Forough Farrokhzad.

Before I talk about the film I'd like to say a disclaimer: this film is hard to watch, and is not for everybody. Why? Because it talks about ugliness, from the opening scene a man narrates: "there is no shortage of ugliness in this world. If man closed his eyes to it, there would be even more." Then it appears that the film is about a leper colony in Iran. Needless to say how leprosy causes skin disfiguration that may lead in some cases to blindness and physical disability. The history of this disease especially in Medieval Europe was associated with confinement and social stigma.

But the film declares from the beginning that its motive is to wipe out this ugliness - and thus this stigma - and to relieve the victims. The film is very minimal in the sense that it only shows the regular daily lives of the people living in this leper colony; from school and playing for children, to daily habits like eating and singing, to special occasions like marriage traditions, and it also shows the process of treatment. The film's voice-overs divides between Farrokhzad's own poetry, and some verses from the Quran and the Old Testament (which provides a stark contrast between the meaning of these verses and the disturbing images that appear on the screen) as well as some educational excerpts.

I find it difficult for me to say what I liked exactly about this film; perhaps I know it deep inside but I wouldn't want to reveal it. I would only say that it has deeply affected me, and watching it was an unforgettable experience.