الأحد، 22 فبراير 2015

روما، المدينة المفتوحة



فيلم "روما، المدينة المفتوحة" للمخرج الإيطالي روبرتو روسيليني من أوائل الأفلام للمدرسة الواقعية الإيطالية الجديدة والذي يحكي قصة المقاومة الإيطالية الشيوعية ضد النازية أثناء الاحتلال الألماني لإيطاليا.
تم تصوير الفيلم بعد أسابيع قليلة من تحرير روما وأتت معظم مشاهده في شوارع روما من غير استخدام استوديوهات تصويرية مجهزة - وذلك بسبب تدميرهم أثناء الحرب - وقد أدى ذلك إلى إبراز الصورة الحقيقية للمدينة والمباني ومشاعر الناس بعد الحرب، كما أن المثير أن روسيليني قام بتصويره كفيلم صامت في البداية ثم قام بدبلجة أصوات الممثلين أثناء عملية المونتاج، وذلك لغرض السرعة في إنتاج الفيلم. يحتوي الطاقم التمثيلي على مجموعة بسيطة محترفة، وأما بقية الممثلين فكلهم غير محترفين - وقد أصبحت هذه الخاصية من أهم خواص المدرسة الواقعية الإيطالية الجديدة بعد هذا الفيلم.
يحكي الفيلم قصة زعيم المقاومة الشيوعية جيورجيو مانفريدي الذي يكتشف الجستابو (الشرطة السرية النازية) مقر إقامته ويقومون بعملية واسعة للبحث عنه، ولكن صديقه فرانشيسكو وخطيبته بينا والقس الكاثوليكي دون بييترو يقومون بمساعدته وإخفاءه - ولكن ذلك لا يستمر طويلاً إذ يتمكن الجستابو من القبض على مانفريدي ودون بييترو، ولن أفسد بقية تفاصيل الفيلم على القارئ الذي قد يرغب بمشاهدته.
رغم أن الفيلم ليس مقتبساً بشكل مباشر عن قصة حقيقية إلا أن الكثير من الأحداث في الفيلم حدثت بالفعل في الواقع، حتى أن من شاهدوا الفيلم حين صدوره عام 1945 ظنوا أنهم يشاهدون تسجيلاً لأحداث حقيقية. تكمن أهميته في كونه تأريخاً مهماً لفترة الاحتلال النازي لايطاليا خصوصاً مع تصويره الواقعي وحسه الوثائقي كما أن مشاهدته مثرية من الناحية السينمائية إذ نرى الإمكانية الواسعة للسينما وهدفها الإنساني الراقي رغم المعدات المحدودة والظروف الصعبة والتحديات العديدة.


تقييمي للفيلم 9\10
وصلة الفيلم على الـ IMDb:
http://www.imdb.com/title/tt0038890/

الأحد، 15 فبراير 2015

المدرعة بوتمكين



بعد الثورة البلشفية في روسيا عام ١٩١٧ بقيادة فلاديمير لينين، كان الإتحاد السوفييتي منشق بين حرب أهلية بين الجيش الأحمر والجيش الأبيض والحرب العالمية الأولى ومجاعات وانهيار اقتصادي. كل ذلك أدى إلى حالة من الفوضى ولذا لجأ القادة البولشفيين إلى طرق مختلفة لجمع الشعب الذي كان أغلبه أمياً ومنقسم إلى عدة لغات مختلفة. من بين أهم الطرق التي اتخذوها هي الأفلام، فهي في النهاية أفلام صامتة ولا تحتاج إلى المعرفة لفهمها (في تلك الفترة طبعاً)، حتى أن لينين قال: "السينما بالنسبة لنا هي أهم نوع من الفنون". ذلك أدى بالطبع إلى إنتاج عدد كبير من أفلام البروباجاندا لعل من أهمها وأبرزها فيلم "المدرعة بوتمكين" والذي بالإضافة إلى اعتباره فيلم بروباجاندا فهو أيضاً من الأفلام الرائدة في المونتاج السينمائي. من أشهر المقاطع في الفيلم هو مقطع "مدرجات أوديسا":
http://youtu.be/laJ_1P-Py2k

مقطع ثوري في الإنتاج السينمائي من نواحي مختلفة. سيرجي آيزنستاين من أهم المخرجين السوفيتيين من المدرسة البنيوية السينمائية والمهتمة بالمونتاج بشكل خاص. مشاهدة الفيلم ضرورة لكل عاشق سينمائي.