الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

نقد مصطلح التسامح


أقرأ هذا الكتاب حالياً لدواعي بحثية، وعلى الرغم من أنه يتحدث عن الولايات الأمريكية بشكل خاص، إلا أنه لا يسعني إلا أن أتساءل عن إمكانية تطبيق ما تناقشه الكاتبة المنظّرة السياسية ويندي براون على عُمان والخليج، بالطبع مع التأطير وفهم السياق.

تناقش براون مفهوم التسامح كأداة للإمبراطورية والسيطرة السياسية، مع دراسة حالة قضايا عديدة مثل حملات حقوق المثليين، حملة الحرب على الإرهاب بعد سبتمبر ١١، والحرب على العراق، وغيرهم. التسامح، من وجهة نظرها، لا يعني التأييد، بل يعني الموافقة المشروطة لما هو غير مرغوب ومنحرف. بالرغم من أن التسامح يُقدم كبديل للعنف، إلا أنه يمكن أيضاً أن يكون مسوغاً للعنف، مثل في حالة الحرب على الإرهاب والتفرقة بين الغرب المتحضر والشرق الإسلامي البربري. كما أن التسامح كمفهوم سياسي وخطاب سلطوي لا يفرق بين، مثلاً، اليمين المتطرف وحقوق الأقليات - كلاهما يرغبان ويلوحان به.

سؤال محرّض: حين ندّعي أن عُمان بلد التسامح - لأن مثلاً "السني والإباضي والشيعي يصلوا جنب بعض في المسجد" - ماذا بالضبط نعني بذلك؟ حقوق ومواطنة متساوية؟ أم هو "تفق برزة"؟ :)

هذا كتاب استفزازي بشكل رائع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق